Tuesday, November 24, 2020

نداء من نقيب محررين الصحافة في لبنان الاستاذ جوزف القصيفي الى الاعلاميين.

على الإعلام واجب

جوزف القصيفي

من واجب الإعلام في لبنان أن يكشف الفساد، والفاسدين والمفسدين ، وألا يتلكأ لحظة عن أداء هذه المهمة رحمة بالوطن والشعب. على أن يكون عمله هذا مستداما، شفافا،لا موسميا وغب الطلب، ولا وفق أجندات مرتبطة بالصراع السياسي، وتقاذف كرة المسؤولية بين هذا الطرف أو ذاك، وهذه الجهة أو تلك .  يتعين عليه  العمل على تحرير الدول من القيود التي تغل مؤسساتها، وتغرقها في مستنقع العجز عن تطبيق الدستور والقانون، رحمة بالاجيال الشابة التي تهجر لبنان ، زمرا بين فرادى وثنى، إلى بلاد الله الواسعة، ولسان حالها يردد: الفقر في الوطن غربة ، فلماذا لا تتغرب علها تجد الفرصة التي تستحق.؟

زوروا منازل اللبنانيين في جميع المناطق واحصوا من تبقى فيها من الشباب. عائلات اكتهلت وشاخت، وانظروا إلى الدموع الخرساء وقد تحجرت في المآقي، لم تعد قادرة على البكاء بعدما ودعت فلذات الأكباد التي أنفقت جنى العمر لتحصنها بالعلم والمعرفة، وقدمتها مكرهة إلى بلدان تلقفت مواهبها،  وتغريها بالبقاء للافادة من طاقاتها وخبراتها وديناميتها، في تنميتها . كم وفر شبابنا المهاجر على البلدان المضيفة لهم، فيما نبت به ارضه التي عشش فيها الفساد، وفرخ، وباض، وتناسل،  وأقام من حوله شبكة امان عنكبوتية يصعب إختراقها.

آه يا وطني . يا وجعي المقيم. متى تنزاح عن سمائك تلك الغمامة السوداء، متى ترحل اسراب البوم والغربان عن سمائك، لتعود كما عهدناك ربيع الأوطان وفجرها المخضوب بالف لون ولون ،ضاجا بالحياة، صاخبا كشلالات الفرح.

ويا زميلاتي وزملائي أنتم مدعوون للشهادة للبنان حتى الشهادة. وان ترفضوا  مزامير اليأس التي  يريدونكم أن تقرؤونها ، فأنتم لستم من نسل داود ، ولا من صلب شمشون، بل شهود اللحظة، وكتبة مسودة التاريخ. قولوا كلمة الحق مجردة من أي هوى.

عودوا الى زمن البدايات ، يوم كان اسلافكم، ومن تقدمكم في المهنة‐الرسالة، يطلقونها صرخة مدوية في وجه الباطل. إن الباطل كان زهوقا. 

الصدق، الحق، الحرية، الموضوعية، الوعي، الاصلاح، النزاهة، شرف الانتماء للمهنة،  البوصلة التي تقود خطانا على دروب الخير والحقيقة.

ويبقى لبنان في القلب، وزهرة الأوطان "اذا راح الوطن ، ما في وطن غيرو." 

Sunday, November 22, 2020

لبنان بذكرى استقلاله في "السجن الكبير"!

جاء في "الراي" الكويتية:

تمرّ الذكرى 77 للاستقلال (22 تشرين الثاني 1943) باهتةً تحت وطأة الأزمات العاتية التي بدا معها الوطن الصغير وكأنه على مشارف نهايةِ "لبنان الذي كان" من دون أن يملك أحدٌ جواباً عن "لبنان الآخَر" الذي سيولد بعد "الزوال" أو "رحلة جهنّم" أو الخراب، وكلّها توصيفاتٌ محليةٌ ودوليةٌ صارتْ مُلازْمَةً للواقع المُفْجِع في «بلاد الأرز» التي ينهشها الانهيارُ المالي - الاقتصادي وجوعه الزاحف وجائحةُ "كورونا" وطموحاتٌ سلطوية جامحةٌ وصراعاتٌ إقليميةٌ يُمْعِن بعض الداخل بوضْع البلد "في فمها". 

وفيما حلّت ذكرى الاستقلال بلا مَظاهر احتفالية بفعل الإقفال التام في لبنان لزوم محاولة احتواء «اجتياح كورونا»، عَكَسَ تَراجُع الاهتمام الداخلي بترقُّب مضمون الكلمة التي وجّهها رئيس الجمهورية ميشال عون مساء أمس لهذه المناسبة حجمَ المأزق الذي يقبض على البلاد ويشكّل العجزُ عن تأليف الحكومة أحد أبرز مؤشراته، وسط مفارقةٍ مُرْعِبة يمثّلها وجود شبه تسليمٍ بأنّ وقف «الاصطدام الكبير» لم يعُد ممكناً بحلولٍ محلية وفي الوقت نفسه اقتناعٌ بأن البلاد «لن تصمد» إلى حين تَبَلْوُر «ترياق» اقليمي - دولي. 

وبينما كانت تتوالى مؤشراتُ اقتياد لبنان إلى «السجن الكبير» مع الإقفال المُتَلاحِق لـ«مَنافِذ» الأملِ الضيّق بإمكان العبور فوق «أفواه البراكين» على متن مبادراتٍ خارجية كان آخِرها فرنسياً، انهمكتْ بيروت أمس بحَدَثِ عمليةِ «الفرارِ الكبير» التي نفّذها 69 موقوفاً من سجن بعبدا، وهو التطور الأمني الذي تحوّل «الرقم واحد» في شريط الأحداث المحلية بعد أيامٍ من إضاءاتٍ مخيفة على «الفرار الجَماعي» (بالهجرة) للبنانيين في الأشهر الأخيرة هرباً من الواقع الدراماتيكي الذي ازداد مأسوية بعد الانفجار الهيروشيمي في مرفأ بيروت. 

Monday, November 16, 2020

البطريرك الراعي: التمادي في التعطيل جزء من مشروع اسقاط "لبنان الكبير

 الراعي: التمادي في التعطيل جزء من مشروع اسقاط "لبنان الكبير" 

ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة خلال ترؤسه قداس الأحد، وجاء فيها: 

"كم نتمنّى لو يشارك المسؤولون السياسيّون عندنا في الحياة الليتورجيّة، ويَدَعوا الله يكلّم قلوبهم وضمائرهم وعقولهم. فلو فعلوا لـما أوصلوا البلاد إلى حالة البؤس والإنهيار على مستوى الشعب والمؤسسات! 

أمام الإستهتار بصرخة الشعب الجائع وثورته، وأمام جراح بيروت المنكوبة من جرّاء إنفجار مرفئها في 4 آب الماضي، من دون أن تحرّك الدولة ساكنًا، وأمام إلحاح الدول الصديقة على تشكيل حكومة جديدة والشروع بالإصلاحات، مع الدعم الدوليّ الجاهز، ترانا مضطرّين إلى طرح أسئلة مصيريّة: 

هل هذا التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والإستهتار بمصالح الشعب والوطن جزء من مشروع إسقاط دولة "لبنان الكبير" لوضع اليد على مخلّفاتها؟ لا نستطيع أن نرى هدفًا آخر لهذا التعطيل المتمادي المرفق بإسقاط ممنهج للقدرة الماليّة والمصرفيّة، وبإفقار الشعب حتى جعله متسوّلًا، وبإرغام قواه الحيّة وخيرة شبابه المثقّف على الهجرة. 

ألا تريدون بعد اليوم، أيّها المعطّلون المتمادون من مختلف الأطراف، دولة مدنيّة تفصل بين الدين والدولة، ودولة متعدّدة الثقافات والديانات، كما أرادها المؤسّس البطريرك الكبير المكرّم الياس الحويّك حين أعلن في مؤتمر السلام في Versailles سنة 1919: "في لبنان طائفة واحدة إسمها لبنان، والطوائف المتعدّدة فيه تشكّل نسيجه الإجتماعيّ"؟ 

لا تريدون بعد مئة عام من حياة لبنان دولة ديمقراطيّة منفتحة على جميع دول الأرض، عُرفت بثقافتها أنّها مكان العيش معًا مسيحيّين ومسلمين بالتعاون المتوازن والإحترام المتبادل، ومكان التلاقي والحوار؟ لا تريدون بالتالي دولة حياديّة ذات سيادة كاملة تفرض هيبة القانون والعدالة في الداخل، وتدافع عن نفسها بقواها الذاتيّة بوجه أيّ إعتداء خارجيّ، وتلعب دور الوسيط من أجل الإستقرار والسلام وتعزيز حقوق الإنسان والشعوب في المنطقة؟ 

إذا كنتم لا تريدون كلّ ذلك، فإنّكم تستبيحون الدستور والميثاق وهويّة لبنان ورسالته في الأسرتين العربيّة والدوليّة. وهذه هي الهوّة بينكم وبين الشعب اللبناني الّذي هو سيّد الأرض لا أنتم، وهو مصدر كلّ سلطة، كما ينصّ الدستور في مقدّمته. إنّه يريد حكومة مستقلّة بكامل وزرائها لا بقسم منهم. هذا هو المخرج الوحيد لحلّ الأزمة العالقة. 

الكنيسة تؤمن مع المخلصين للبنان أنّ هذا الوطن هو مشروع عيش مشترك يُبنى كلّ يوم، ومشروع شراكة حضاريّة، لا شراكة عدديّة، ولذلك ترفض أيّ إصطفاف تقسيميّ، يفتّت الشراكة، ويحوّل لبنان إلى ساحة صراع بين مشروعي الأقليّات والأكثريّات في المنطقة. 

لقد شاهدنا في هذه الأيّام الأخيرة بتأثّر عميق إخواننا من الشعب الأرمنيّ في ناغورنو- كراباخ (أرتساخ) يغادرون بالدموع الأراضي التي خسروها، والكنائس والأديار، ومن بينها دير داديفانك الشهير الّذي يعود بناؤه إلى 800 عام، لكنّه تأسّس في الأعوام الأولى للمسيحيّة على يد القدّيس دادي الّذي يكرّم جثمانه فيه، وهو دير بكنائسه عزيز على قلوبهم. فودّعوه مقبّلين حجارته بالدموع الغزيرة. نودّ أن نعرب لهم من جديد عن قربنا منهم وتضامننا معهم في مشاعرهم. لكنّنا نقول لهم أن يحافظوا عليه وعلى إرثهم وتراثهم وممتلكاتهم في الأرض التي خسروها، باسم شرعة حقوق الإنسان والأخوّة الإنسانيّة ومبادئها التي أبرزتها "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" التي وقّعها قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب في أبوظبي بتاريخ 4 شباط 2019. فلا بدّ من أن ينتصر العيش معًا على التباعد والكراهيّة. 

ونرفع صلاتنا إلى الله كي يرحمنا جميعًا ويبيد وباء كورونا ويشفي المصابين به، وأن يرسل لبلادنا مسؤولين يخافونه ويعملون بإخلاص وتضافر قوى على إخراجه من أزمة الحكومة وتداعياتها الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد. آمين". 

Monday, November 9, 2020

١٧ طبيبا بالعناية المشددة و٣ توفوا و١٠٠ بالحجر المنزلي.. لبنان لا يملك الامكانيات للاستمرار

قال نقيب الاطباء شرف ابو شرف لـ"صوت لبنان" إن "نريد الإقفال بسبب التفشي الكبير لـ"كورونا"، لافتاً الى أن "الحجر الجزئي لم يُعطِ مفعولاً إيجابياً، مطالباً "بدراسة اقتصادية قبل الإقفال العام للبلاد". 

وأضاف: "لبنان لا يملك الامكانيات للاستمرار في هذا الشكل و15 الى 20% من المواطنين لا يتقيدون بالتدابير". 

وكشف ابو شرف ان "المواطنين غير متعاونين بالتدابير الصحية ونطالب القوى الأمنية تطبيق الإجراءات بصرامة".

وشدد على أن "لدينا 17 طبيبا في العناية المشددة 3 اطباء توفوا و100 في الحجر المنزلي واذا استمرت الاعداد بالتزايد لن يبقى من يعالج المصابين".  

المطران عودة للسياسيين: تخدمون لبنان إذا تنحيتم وعمر بكامله لن يكفيكم لتتوبوا

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت. 

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "ان الأخوة السياسية التي غالبا ما نسمع عنها فهي متقلبة بحسب الظروف والمصالح. فمن كان أخا اليوم أو حليفا يصبح غدا من ألد الأعداء وهذه العداوة تنعكس سلبا على المحيط وعلى الوطن. مشكلتنا في لبنان أن لا أحد يثق بالآخرين لأنه يخشى أن ينقلبوا عليه إذا ما تغيرت ارتباطاتهم أو ظروفهم. أنظروا إلى ما نعيشه اليوم. حلفاء الأمس يتناحرون وينصبون الفخاخ في وجه بعضهم البعض، وإلا ما سر العقد التي تنشأ فجأة عندما تلوح حلحلة في موضوع الحكومة؟ هل يحتمل البلد هدرا أكثر للوقت؟ هل يحتمل اللبنانيون تجاهلا أكبر؟ يبدو أن الفوضى وغياب سلطة حاكمة فاعلة تسائل وتحاسب يناسبان من يعشش الفساد في نفوسهم. يا أيها السياسيون ألا يصم آذانكم أنين اللبنانيين؟ ألا يعذب ضمائركم مشهد العاصمة المدمرة وأهلها الحزانى المشردين والمستضعفين؟ الوقت لا يمكن استعادته وقد أوشك على النفاذ في معركتنا من أجل التغيير والنهوض بلبنان. وإن ضاعت الفرصة فهي الأخيرة كما تقولون أنتم. جميعكم تنادون بالإصلاح. ماذا فعلتم لفرضه؟ كلكم ينعى الحالة التي وصلنا إليها ماذا فعلتم لتداركها؟ معظمكم يشكو من الفساد ويحمل راية محاربته ما هي الإجراءات التي اتخذتموها؟ الجميع يريد حكومة بالأمس قبل اليوم. لم لا تسهلون ولادتها؟ ولم تضعون الشروط والعراقيل؟ كلكم تريدون المداورة فلماذا تتمسكون بالحقائب التي تديرونها وكأنها ملك لكم أو حق مكتسب؟ وإذا كنتم تدعون خدمة الوطن والمواطنين إذا تسلمتم هذه الحقيبة الوزارية دون الأخرى فأنا أقول لكم إن الخدمة لا تكون في مكان دون الآخر ومن أراد الخدمة يخدم في أي مكان. أما الشعب فيقول لكم أنتم تخدمون لبنان إذا تنحيتم وفتحتم المجال أمام أصحاب الخبرة والاختصاص لأنه سئم وعودكم ومل تجاوزاتكم. ألا تدركون أن مصلحة الوطن والمواطن تأتي قبل مصالحكم؟"

وتابع: "ما يعيشه اللبنانيون من وجع وحرمان لا يسمح لكم بهذا الدلع السياسي غير المقبول حتى في مجاهل الغابات. أهكذا تؤلف الحكومات في زمن المآسي؟ هل بتصفية الحسابات والتعطيل حتى نيل المطالب أو بالتقاسم والتحاصص والشروط يكون خلاص لبنان؟ وما هي حصة اللبناني في وليمة التقاسم هذه؟ هل فكرتم بالمشردين والمحزونين والثكالى والجياع؟ هل تدخل في حساباتكم الأوضاع الاقتصادية المنهارة والأوضاع الاجتماعية السيئة وأوضاع الطلاب والمرضى والعاطلين عن العمل وكل ذي حاجة؟ أوقفوا تدمير لبنان بسبب تعنتكم وكبريائكم وأنانيتكم. ألم يكفكم تفجير بيروت؟ هل تريدون تفجير لبنان بمن فيه؟ دعوا الرحمة تدخل قلوبكم وأعلنوا توبتكم عن كل الخطايا التي اقترفتموها بحق هذا البلد وأبنائه. إن عمرا بكامله لن يكفيكم لتتوبوا عن كل أخطائكم. أنتم اليوم على قيد الحياة. هل تعلمون ماذا يخبئ لكم الغد؟ في الماضي خاطبت ضمائركم ولكن دون جدوى. اليوم أخاطب قلوبكم علها تلين. أنتم تنحرون لبنان. ماذا تتركون لأبنائكم ولأحفادكم إن كنتم لا تأبهون للبنانيين؟ ألا تلاحظون الشرخ الكبير بينكم وبين شعبكم؟ لقد فقدتم شرعيتكم يوم نزع الشعب ثقته منكم. أتركوا هذا الشعب الطيب يعيش. إنه يستحق الطمأنينة والسلام والعيش الهانئ الكريم في دولة عادلة ويقظة بعد كل العذابات التي ذاقها ولسان حاله يقول من فجر منازلنا وقتل أولادنا وشردنا وأفقرنا وجوعنا؟ أين نتيجة التحقيق ومن هو المذنب؟ المواطن ما زال خائفا على حياته وأمنه ومستقبل أبنائه وما زال يترقب أي انفجار أو مصيبة ستحل به بعد وأنتم تتلهون بحصصكم غير آبهين لمسؤوليتكم ولحكم الله الآتي عليكم".

وختم عودة: "البلد لا يبنى بالاستئثار واللامبالاة أو الحقد والانتقام أو التدخلات والإملاءات ولا بالتعويل على الخارج أو الارتباط به. البلد يحتاج لرجالات كبار يتحلون بالحكمة والعلم والنزاهة والتواضع والصبر والقدرة على العمل الدؤوب النافع عاملين بأحكام الدستور مترفعين عن كل مصلحة إلا مصلحة الوطن. فمن له أذنان للسمع فليسمع".

 

Sunday, November 8, 2020

كورونا ينهي حياة رجل الاعمال بيار فتوش

توفي رجل الاعمال بيار فتوش بعد معاناة مع مضاعفات فيروس كورونا، وهو شقيق النائب والوزير السابق نقولا فتوش. 
وكان فتوش نقل قبل نحو شهر الى المستشفى بعد اصابته بالفيروس

نتقدم بأحر التعازي من عائلة الفقيد وابناء زحله ونطلب من ابناء الوطن اخذ اقصى درجات الحذر من هذا الوباء الذي انتشر على امتداد الوطن باعداد كبيرة بالاصابات والوفيات.
موقع لبنان في اوستراليا - بادرو الحجة.

 

Saturday, November 7, 2020

غارة أميركية" تُحرّر "حزب الله" وتقضي على أحلام باسيل الرئاسية

كتب آلان سركيس في "نداء الوطن":

في وقت يراقب لبنان بشدّة تطورات الإنتخابات الرئاسية الأميركية مثلما يفعل الشعب الأميركي وبقية شعوب العالم، أتت "غارة أميركية" من نوع آخر في وقت لا يتوقعه أحد، إذ فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. 

تعتبر هذه العقوبة الأكبر منذ بدء فرض عقوبات على حلفاء "حزب الله"، وإذا كانت العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس قد غيّرت مسار العلاقات اللبنانية - الإسرائيلية، ودفعت محور "حزب الله" وحركة "أمل" إلى القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الإسرائيلي للإتفاق على ترسيم الحدود، فمن شأن العقوبات على باسيل أن تؤثّر على السياسة الداخلية اللبنانية لأعوام. 

وفي حال بقي ترامب في البيت الأبيض أو فاز منافسه الديمقراطي جو بايدن، فان العقوبات الأميركية باتت أمراً واقعاً وليست متعلقة بهوية الإدارة في واشنطن، وبالتالي فإنّ باسيل أصبح في وضع لا يُحسد عليه، وخسر كثيراً من نقاط قوته. 

منذ إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الاول 2016 يُروّج باسيل ويعمل لأن يكون خليفته، وقد جرّب أساليب عدة، الأسلوب الأول هو شبك أكبر مروحة من التحالفات، أما الأسلوب الثاني فدخوله في صدام مع الجميع للقول إنه الرئيس القوي و"ليس هناك من صداقة إلا بعد خصومة". 

في بداية العهد كان باسيل محصّناً ويشبك علاقات مع الطرف المسيحي في "إتفاق معراب"، أي "القوات اللبنانية"، وكانت العلاقات على أتمّها ولم يحصل أي صراع علني، وكذلك، رسم علاقات طيبة مع الرئيس سعد الحريري لدرجة أن الاخير نسي تحالفه مع "القوات"، وبات باسيل صديقه وحليفه الأول وأعلن عن هذا الأمر في بلدة رأسنحاش البترونية ذات الأغلبية السنية، حيث قال الحريري أمام الجماهير قبل الإنتخابات النيابية بأيام: "صوتكم التفضيلي بالبترون لجبران صديقي". 

وما كان ينطبق على "القوات" إنطبق أيضاً على "حزب الله" حيث بقي باسيل حليفه الأول على رغم "الطلعات والنزلات" في العلاقة، كما أنه تقرّب من رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بينما بقيت العلاقة متوترة مع الرئيس نبيه بري. 

لكن باسيل سرعان ما قلب كل هذه التحالفات إلى صدامات، فانفجر "إتفاق معراب" واتهمته "القوات" بالإستئثار والتراجع عن الوعود والإتفاقات، من ثمّ إنكسرت الجرة بينه وبين الحريري وانقلبت العلاقة إلى هجمات متبادلة لا تزال تردداتها تظهر اليوم من خلال تأليف الحكومة، وأتت حادثة قبرشمون لتطيح التفاهم العوني - الإشتراكي، فيما حاول أن يأخذ من "حزب الله" تعهداً بدعمه لمعركة الرئاسة كمرشح وحيد مثلما فعل مع عمه عون. 

وبما أن الأمور تتعرقل داخلياً، فقد أتت الصدمة من واشنطن بعد فرض العقوبات على باسيل، والأمر هنا لا يتعلق بالتداعيات المالية لقرار العقوبات بل بتأثيره السياسي، فهذا القرار حسب كثر قد قضى على آمال باسيل بالوصول إلى بعبدا، لأنه من غير المنطقي أن تقبل الولايات المتحدة الأميركية برئيس تضعه على لائحة العقوبات، كما أن قوى أساسية لن تتجرأ على القيام بهذه الخطوة وتعرّض نفسها هي الأخرى للعقوبات. 

ويبدو أن القرار الأميركي على قساوته قد يريح "حزب الله" نوعاً ما، إذ إنه لم يعد مجبوراً بإعطاء باسيل وعداً رئاسياً، وإذا فعل ذلك وأصر على انتخابه، فان لبنان سيتحول إلى جمهورية يحكمها رجل اسمه على لائحة العقوبات الأميركية ونصبح أقرب إلى النموذج الفنزويلي، وبالتالي فان هذا الامر إنتحار. 

وهناك نقطة أساسية في العقوبات وهي أن باسيل شكّل منذ توليه وزارة الخارجية في شباط 2014 عاملاً مستقطباً لرجال الأعمال اللبنانيين في الخارج والداخل، ومنهم من بات في كنف "التيار" بعد إستبدال المناضلين برجال الأعمال، وبالتالي فان هذه العقوبات ستجعل هؤلاء يفكرون ألف مرة قبل الدخول في مشروع باسيل ودعمه لئلا يصبحوا على لائحة العقوبات. ومن جهة أخرى، فان عدداً كبيراً من المسيحيين لديهم مصالح في أميركا والغرب، وبالتالي فان هذه الخطوة الأميركية ستجلب رد فعل عكسياً على باسيل لأن أحداً لا يريد ان يُعزل ولا يستطيع الذهاب والعمل سوى في طهران او دمشق. 

وإذا كانت العقوبات هي بسبب قرب باسيل من "حزب الله" إلا انه صدر وفق قانون ماغنيتسكي، وهذا يعني أنه يطاول ملفات تتعلق بالفساد أيضاً وليس فقط لأمور سياسية، وبالتالي فان كل محاولة باسيل تلميع صورته خصوصاً بعدما كشفت ثورة 17 تشرين حقيقة صورته، لن تؤدّي إلى أي نتيجة، فما حصل ضربة كبيرة لمستقبل باسيل السياسي، ويحتاج إلى أعوام ومراحل كي يصحح علاقته مع الأميركيين، ما يعني أيضاً أن كل مسيحي يراهن على دعم "حزب الله" للوصول إلى حلم الرئاسة يسبح عكس التيار وسيعاقب بسيف العقوبات.

 

Monday, November 2, 2020

الخطر يضرب المسيحيين... كندا تفتح أبواب الهجرة

ما زال لبنان يغرق في المستنقع ويتجه إلى "جهنم" بسبب سوء الإدارة وتمسك الطبقة الحاكمة بمكتسباتها وحصصها وعرقلتها تأليف حكومة إصلاحية لا تحاصصية.

منذ نحو عام من اليوم، كان شباب لبنان منتفضاً في الساحات والشوارع ويريد أن يبني دولة تحقق أحلامه، لكن هذا الحلم تبدّد بفعل الهجوم المضاد الذي شنته السلطة وإمساكها بأوراق قوة، ما تسبب بيأس أصاب عدداً من المواطنين وإنكفاء العدد الأكبر نتيجة غياب قيادة موحدة للمعارضة وحرف الثورة عن مسارها، فعادت القوى الحاكمة لتتقاسم "الجبنة".

ومنذ أكثر من عام رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصوت عالياً، مشيراً إلى أن دولة غربية تفتح أبواب الهجرة إليها، وحينها كان يُحكى عن وجود نحو 6 آلاف شاب مسيحي بصدد الهجرة إلى كندا.

وأمام كل الأحداث التي جرت، وتدمير الأحياء المسيحية في العاصمة بيروت والضواحي الشرقية، عادت نغمة الهجرة لتدغدغ مشاعر المسيحيين بعد فقدان الأمل من السلطة الحاكمة في هذا البلد وعدم وجود حلول للأزمة القائمة، في حين أن الهجرة لا تتوقف على المسيحيين فقط بل على كل المكونات، لكنها موجودة بأضعاف مضاعفة عند المسيحيين.

وما أثار التخوف من إزدياد موجة الهجرة لدى الكنيسة والمراجع المسيحية هو إعلان وزير الهجرة الكندي ماركو منديسينو منذ بضعة أيام أن كندا تعتزم إستقبال أكثر من 1.2 مليون مهاجر بين أعوام 2021 و2023، أي بزيادة نحو 200 ألف مهاجر عن العدد الذي حدد قبل أزمة كورونا، وذلك تعويضاً عن عدم فتح باب الهجرة إليها هذه السنة نظراً لإنتشار الوباء وتبدّل الأولويات.

وتتابع الكنيسة تفاصيل هذا القرار وهي ستطّلع على مضمونه في الأيام المقبلة وما إذا كانت الهجرة مفتوحة لكل الشرائح أو إن كندا أخذت في الإعتبار مخاوف البطريرك الراعي وحديثه الدائم مع السفارة الكندية، من أن فتح باب الهجرة للمسيحيين في لبنان بهذه الكثافة سيجعل بلد الأرز وطناً خالياً من المسيحيين.

وترى الكنيسة أن الأزمة تشتدّ وتتسع والسلطة السياسية غائبة عن المعالجة وكأن هناك قراراً بايصال البلاد إلى قعر الهاوية، وتلفت إلى أن المكوّن المسيحي أكثر حساسية ويتأثر بسرعة، كما أن الغرب يفضّل هجرة المسيحيين إليه لأنهم يتأقلمون بسرعة مع البيئة الغربية، لذلك فإن المسؤولية مضاعفة على الجميع لوقف هذا النزيف وإصلاح البلد، فالإصلاح تستفيد منه كل المكونات وليس المكون المسيحي فقط.

وتراقب الكنيسة بخوف مسار الأمور، إذ إن البطريرك يركّز في عظاته على التمسك بالأرض وعدم بيعها والهجرة، ويدعو السلطة إلى وقف قتل شعبها وتهجيره، لذلك فان كل مسؤول مسيحي في السلطة وحتى الاحزاب هي أمام الحفاظ على ما تبقى من وجود مسيحي، لأن هجرة المكون المسيحي يعني إنتهاء صيغة لبنان المبنية على التعايش المسيحي- الإسلامي، وعندها يصبح بلداً مثل بقية البلدان ويفقد ميزته.

وتواصل المؤسسات الكنسية العمل لمساندة الأسر المحتاجة، لكن الأزمة في المجتمع المسيحي ليست أزمة إجتماعية بقدر ما هي تفتيش الشباب المسيحي عن مستقبلهم خارج البلد، بعدما فقدوا الأمل بالعيش الكريم وسط سطوة المافيات والميليشيات المسلحة وغير المسلحة على مقدرات الدولة، من هنا ترى الكنيسة أن موجة الهجرة ستكون اكبر وأشمل لو لم تترافق الأزمة اللبنانية مع إنتشار وباء "كورونا" وإغلاق الدول الغربية حدودها، وتراجع الإقتصاد العالمي وعدم القدرة على إستقبال مهاجرين.

يبدو أن المجتمع المسيحي أمام نزيف كبير، خصوصاً إذا ما شمل قرار كندا فتح الهجرة في لبنان، عندها سيتقدم عشرات الآلاف من الشباب بطلبات هجرة، وسيصبح البلد خالياً من شبابه.

آلان سركيس