لم يكن من أطلق الرصاص في يوم 13 من نيسان 1975، في منطقة عين الرمانة، يعرف أن رصاصاته ستغير شكل لبنان والشرق الأوسط ككل.
وربما لم يخطر بباله أن مجرد رصاصات تخرج من بندقية، أيًا يكن مطلقها ومن ستصيب، ستخلف جراحًا عميقةً في لبنان، وتؤدي لنظام طائفي، وتدخل البلاد في دوامة حرب، وقنبلة أزمات لم تنتهِ إلى اليوم.
لبنان، سويسرا الشرق، قبل حادثة عين الرمانة ليست كما بعدها، ولبنان الذي كان حاضنة للثقافة العربية، أصبح يعاني كما يعاني جيرانه، من أزمات على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الذاكرة قتلى الحرب ومعتقلوها ومغيبوها، وعلى الأرض تنازع دولي دائم على بلد كان منارة العالم
العربي.
وفي 13 من نيسان 1975، وفي أثناء احتفالات تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك، جرت محاولة لاغتيال الشيخ بيار الجميل، اتهم فيها فلسطينيون، وبعد زمن قصير، تصادف مرور فدائيين فلسطينيين داخل حافلة متجهة إلى تل الزعتر، فما كان من عناصر حزب الكتائب اللبنانية (من أهالي المنطقة) إلا أن أطلقوا النار على الحافلة، لظنهم أن الفلسطينيين الموجودين داخلها قادمون لإكمال عملية الاغتيال، ما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيًا، لتنطلق بعدها شرارة الحرب الأهلية اللبنانية.
ادت الحرب الأهلية اللبنانية إلى تغيير وجه لبنان والمنطقة، بسبب التدخلات الدولية ودعم دول عربية وأجنبية للفصائل المسلحة المتحاربة، وهو ما أدى إلى طول أمد الحرب أيضًا.
ولعل أبرز التدخلات كانت دخول قوات الردع العربية بقيادة سوريا إلى لبنان بغطاء من جامعة الدول العربية في عام 1976.
نجا سائق الحافلة مصطفى حسين من الحادثة، وبحسب تقرير تلفزيوني نشر في 15 من نيسان 2017، شارك ابنه رضا في الحرب ضمن صفوف ميليشيا حركة “أمل”.
أما البوسطة ذاتها، فتحولت إلى مطعم يقدم الطعام المجاني لمختلف الطوائف اللبنانية، بحسب تقرير نشرته قناة “الجديد” اللبنانية في 7 من كانون الأول 2016. يمكنم مشاهدته:
هذا التقرير للذكرى فقط .. وأمراء الحرب والميلشيات ما يزالون على كراسيهم.
موقع لبنان في اوستراليا - بادرو الحجة.
موقع لبنان في اوستراليا - بادرو الحجة.
No comments:
Post a Comment